عجيبا ايها الانسان

 

حقيقي في الفترة الاخيرة جاتني بعض الافكار القريبة لفكرة الجملة ديه. هو مش المفروض ان الانسان هو سيد هذا العالم وارقى المخلوقات فلما هو الآن اهونهم وارخصهم؟ لماذا قيمة كل شئ تزداد من حوله وقيمته تبخث هكذا الانسان الان يموت من المرض والجوع والعطش ويموت في حروب وقتالات ويُقتل ولا أحد يعريه اهتمامه ويسأل لما قتل وما الخسارة لمقتله وكم افتقناه وسرعة الحياة ورتمها جعل الناس لا يستطيعون التوقف للتفكير في قيمتهم وقيمة كل انسان حولهم فمن اين يأتون بالفرصة والقدرة والعقل المفكر والصحة الجيدة والصبر والطمائنينة ليفكروا في مثل هذه الاشياء ؟؟ فمن اين يأتي جائع وعطش ومسلوب الارادة وفاقد كل شئ بالقدرة حتى على التفكير والتفهم ومن الناحية الاخرى فهناك من ينتحروا من كثرة الرفاهية وفقدان معنى الحياة … عجبا أيها الانسان في كلتا الحالتين فقدت معنى حياتك أو سُلبت أياه ولم تتوقف ولم تفكر وقررت أن تموت في وسط تل قمامة أو في أفخم القصور في كلتا الحالتين أنت ميت … الموت الحقيقي في وجهة نظري هو فقدان معنى الحياة ليس بالضرورة فقدان الحياة ذاتها …الانسان الان لا يستوعب قيمته ولا قدراته على الفعل وعلى الابداع ولو يعلم لا يمكث دقيقة واحدة عاجز مكتوف الايدي مستسلم لما يدعي انه القدر لا يعلم بأنه صانع قدره … فليعلم الانسان من هو ويعي المعجزة في خلقه وخلق قدراته ليستعيد معنى حياته ويرغب في الحياة ووقتها سيتغير كل شئ وسيتبدل وجه البسيطة بأكمله …والعجيب أن الانسان هو من أدى بنفسه الى ذلك الطريق المسدود المظلم فهو من حطم نفسه بنفسه فلم تتدخل أي قوة أخرى غير قوة البشر ليحدث كل هذا الخراب للبشرية فلو فكر بني الانسان للحظة بعقل واعي وفكر ناضج سيرى الحقيقة التي طالما هرب منها الى الهاوية وهي انه يدمر نفسه بنفسه ولا يعي أننا جميعا في نفس القارب فبدون وعي ولا ادراك يثقب الجهلاء القارب لايذاء اخوتهم من بني الانسان ولا يتذكر للحظة انه سيغرق معه في نفس القارب المثقوب … عجبا أيها الانسان .. يا لك من مخلوق تثير الشفقة وتستوجب الرثاء ..